الثلاثاء، 21 يناير 2014

وكالة الفضاء الأوروبية توقظ مسبار "روزيتا"

ستخرج وكالة الفضاء الأوروبية مسبار "روزيتا" الذي يلاحق مذنب "تشوريوموف - غيراسيمينكو " منذ إطلاقه قبل عشر سنوات من حالة سبات عميق. وتم إطلاق المسبار الذي بلغت تكاليف صنعه مليار يورو في عام 2004. وبعد قيامه ببعض المناورات باستخدام جاذبية الأرض والمريخ ابتعد المسبار عن الأرض مسافة 800 مليون كيلومتر حيث لا تبلغ أشعة الشمس بطارياته الشمسية إلا ضعيفة جدا. لذلك تم فصل غالبية أجهزته. أما المسبار نفسه فتم تحويله إلى "نظام السبات". وفي الساعة الثانية بعد ظهر يوم 20 يناير تلقى المسبار إشارة من الأرض أمرت بإخراجه من حالة السبات بعد أن أبحر في الفضاء مدة عشر سنوات تقريبا. ويتم الآن توجيه هوائي المسبار نحو الأرض وتسخين أجهزته الخاصة بالملاحة الفضائية، علما أن الإشارة التي يبعث بها المسبار لن تبلغ الأرض إلا بعد 45 دقيقة من إرسالها. لكن الخبراء المشرفين على مشروع "روزيتا" أمامهم مهلة زمنية قصيرة لإعداده لمغامرته العلمية التالية والمتمثلة في مواجهة المذنب "تشوريوموف-غيراسيمنكو". إذا ما سارت الأمور حسب المخطط له، فإن مسبار "روزيتا" سيبدأ في البحث عن المذنب بصفته كتلة صخرية جليدية يبلغ قطرها نحو 4 كيلومترات لا يمكن للعين المجردة أن ترها. ويتوقع أن يدور "روزيتا" حول المذنب في مدار يبلغ ارتفاعه 20 – 30 كيلومترا فقط وهكذا لغاية ديسمبر/كانون الأول عام 2015. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الجاري سيهبط على المذنب مسبار صغير أطلق عليه " Philae ". وبقدر ما يقترب المذنب من الشمس تجري فيه عمليات فيزيائية وكيميائية نشطة حيث يتبخر الجليد الذي يتألف من الماء وأكسيد الكربون. ويجب على "روزيتا" متابعة تلك العمليات مساهما بذلك في دراسة مراحل مبكرة لتشكّل الكون. يذكر أنه وقع الاختيار على هذا المذنب ليس من قبيل الصدفة، علما أنه ظل في حالته البدائية في باطن الكون طوال 5 مليارات عام. ولذلك أطلق على أجرام فضائية كهذه لقب "كبسولات زمن". وقد تغير مسار المذنب بعد أن وقع عام 1959 في منطقة جاذبية المشتري. وسيكون المسبار أول مركبة فضاء ترافق مذنبا خلال رحلته حول الشمس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق