السبت، 15 مارس 2014

لماذا انقرض الكسلان المائي القديم؟

خرجت مجموعة من الباحثين من جامعة السوربون الفرنسية بنتيجة مفادها أن الكسلان المائي القديم اضطر للعودة إلى البحر بحثا عن الغذاء. وفحصت المجموعة عددا من العظام المتحجرة واكتشفت تغييرات في كثافتها ما اعتبرته دليلا على انتقالها إلى البيئة المائية. وعاشت أنواع مختلفة من الكسلان المائي على الأرض منذ ما يتراوح بين أربعة ملايين وثمانية ملايين عام. وقد تم العثور على حفرياتها على ساحل المحيط الهادي في بيرو. ودفع ذلك علماء الحفريات إلى الاعتقاد بأنها في الواقع كانت تعيش في البحر وليس البر. وكانت هذه المنطقة في تلك الفترة صحراوية لم يكن يتوفر فيها ما يكفي من الغذاء، ولم يبق أمام الكسلان سوى النزول إلى البحر. ولكن كثافة عظام الكسلان في البداية لم تكن كافية للعوم. وفحص الباحثون بضعة نماذج لعظام الكسلان من متاحف مختلفة في ليما وباريس، وقاموا بقياس كثافتها بواسطة التصوير المقطعي. وتبين أن كثافة العظام ازدادت بنسبة 20 % خلال ثلاثة ملايين عام فقط، لتشبه عظام خروف البحر وغيره من الثدييات التي تتغذى من قاع البحر. ويبدو أن نقص الغذاء في البر دفع الكسلان للتقدم نحو البحر. وكان في البداية يقف في الماء ويتناول عشب البحر، ثم تعلم العوم والغوص، وذلك بفضل زيادة كثافة العظام. ولكن التكيف التطويري لم يأت بثمار. فبعد تشكل برزخ بنما، لم تعد المياه الدافئة من البحر الكاريبي تصل إلى سواحل بيرو، مما أدى إلى انخفاض عدد النباتات البحرية التي كان يتغذى بها الكسلان. ولم يتمكن الكسلان المائي من التأقلم للحياة في المياه الباردة وانقرض. ولا يوجد في الوقت الحالي سوى نوعين من الكسلان يعيش كلاهما على الأشجار ويشبهان قرودا صغيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق