الجمعة، 22 نوفمبر 2013

مياه البحار قديما كانت تملك ضعفي الملوحة

اكتشف العلماء جيبا مائيا أزليا كان محتجزا في باطن الأرض قرب “تشيسابيك باي”، أكبر مصب نهري في الولايات المتحدة، وقد منحهم هذا الاكتشاف دليلا قويا على أن مياه المحيط الأطلسي كانت في يوم ما أشد ملوحة مما هي عليه اليوم.
وعثر فريق بقيادة عالم الهيدرولوجيا وارد سانفورد، من هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، على مياه بحر عمرها ما بين مائة و150 مليون سنة مودعة عميقا بين طبقات الرواسب تحت ما أصبحت حاليا بلدة “كيب تشارلز” في ولاية فيرجينيا الأميركية، وقد نشروا تفاصيل اكتشافهم في مجلة “نايتشر” العلمية.
ويوضح سانفورد أن اصطدام النيازك الضخمة أو المذنبات قبل 35 مليون سنة بالأرض ساعد في عزل المياه ومنعها من الخروج من بين الرواسب.
وعثر الفريق على مياه البحر التي تعود إلى العصر الطباشيري على عمق خمسة آلاف قدم (1.5 كلم) تحت سطح الأرض أثناء عملية حفر بهدف تحديد طبقة مياه جوفية عذبة، لكن ما وجدوه كان مياها أحفورية تعتبر أقدم أكبر كتلة من مياه البحر يتم العثور عليها حتى الآن.
ويقول سانفورد إنه عندما أخرجوا الحفارة من باطن الأرض كان جزء كبير من المياه التي وجدوها عليها ذا مستوى ملوحة تعادل ضعفي ملوحة مياه البحر الحالية (وعلى سبيل المقارنة فإن ملوحة مياه البحر الميت تعادل تقريبا عشرة أضعاف ملوحة مياه المحيطات الحالية).
ويضيف أن ما عثروا عليه من مياه البحر لم يكن ضمن بركة واحدة كبيرة لكنه كان محصورا في مسامات صغيرة وكسور الصخر، لكن مع ذلك كانت كمية كبيرة تصل إلى نحو ثلاثة تريليونات غالون (11.356 مليار متر مكعب) أو سدس حجم “تشيسابيك باي، حسب تقديره.
وقال إنه عندما احتُجِزت هذه المياه قبل مائة مليون سنة أو أكثر “كان المحيط الأطلسي أصغر”، فهو ظهر قبل 50 مليون سنة وكان معزولا عن بقية محيطات العالم، وكانت لديه ملوحته الخاصة به والتي كانت تتغير بمعدلات وكميات مختلفة مقارنة مع بقية محيطات العالم.
وعن كيفية معرفة أن تلك المياه التي عثروا عليه هي مياه بحر أزلية، يوضح سانفورد أن لمياه البحر تركيبة كيميائية مميزة، كما أن عنصر اليورانيوم في الرواسب يطرح الهيليوم مع اضمحلاله، والماء الذي عثروا عليه كان يملك تركيزا عاليا جدا من الهيليوم المذاب فيه، ومن خلال قياس كمية الهيليوم في المياه أمكن تحديد عمرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق