يقول علماء الفلك إن المذنب آيسون ربما نجح في المرور من أمام الشمس دون أن يذوب بالكامل.
وقد أعلن في بادئ الأمر ذوبان المذنب وهو عبارة عن كرة ضخمة من الثلج والغبار بعد أن فشل في الظهور مرة أخرى من خلف الشمس من خلال البريق السماوي المتوقع.
وقد ينظر إلى هذا الأمر على أنه نقطة قصور في الصور التي التقطتها تليسكوبات الفضاء، ويعتقد أن نواة المذنب وذيله قد دمرا.
لكن الصور الأخيرة أشارت إلى وجود بريق لما قد يكون جزءا صغيرا من المذنب.
أعرب علماء الفلك عن دهشتهم وإعجابهم، لكنهم حذروا الآن من أن أي شيء قد يحدث خلال الساعات والأيام المقبلة.
ويمكن أن تستمر بقايا هذا المذنب في البريق، أو إمكانية ذوبانه تماما.
وقال عالم الفيزياء الفلكية كارل باتامس الذي يدير مشروع "صن غريزنغ كوميتس" الذي تموله وكالة الفضاء الأمريكية: "إننا نتابع هذا المذنب منذ عام، وكان طوال رحلته يثير دهشتنا ويربكنا."
وأوضح في تصريح لبي بي سي: "إنه من المعتاد في النهاية، أنه حينما قلنا نعم إنه (المذنب) قد ذاب وانتهى وفقدناه في الشمس، فإنه وبعد بضع ساعات قد يظهر سريعا مرة أخرى".
حتى وكالة الفضاء الأوروبية أيضا، والتي كانت من بين أولى المنظمات التي أشارت إلى اندثار المذنب، اضطرت إلى إعادة تقييم الموقف. ويقول خبراؤها إن جزءا صغيرا من النواة (الخاصة بالمذنب) ربما يكون سليما ولم يلحق به ضرر.
ومن المستحيل تحديد كم تبقى من الجسم الذي يبلغ قطره كيلومترين اثنين ويتكون من الثلج الملوث.
وربما تسبب مرور المذنب على مسافة تصل فقط إلى 1.2 مليون كيلومتر فوق سطح الشمس في إضعافه بشدة، وقد يكون الجليد الذي يتألف منه جسم المذنب قد تبخر سريعا وسط درجات حرارة تتجاوز ألفي درجة مئوية، وربما سحبت الجاذبية الهائلة للشمس هذا الجسم وضغطته عليه أثناء تقلبه باستمرار.
وأضاف كارل باتامس: "نريد من الناس أن يمنحونا بضعة أيام، فقط لدراسة المزيد من الصور فور وصولها من المركبة الفضائية، وهذا سيسمح لنا بتقييم (مستوى) بريق الجسم الذي نراه حاليا، وكيف يتغير هذا البريق".
وتابع "سيمنحنا هذا فكرة للمكونات المحتملة لهذا الجسم وما قد يقوم به خلال الأيام والأسابيع المقبلة".
ومهما حدث لاحقا، فإن المذنبات ستكون حاضرة بقوة في تغطيات الأنباء خلال العام المقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق