الأحد، 5 يناير 2014

الولايات المتحدة الأمريكية: هيركيوليس تغادر البلاد فاسحة المجال لتوأمها الأقوى!

ضربت العاصفة الثلجية هيركيوليس (الإسم اليوناني لـ"هرقل" إمبراطور الإمبراطورية الرومانية) شمال شرق الولايات المُتحدة الأمريكية بقوة خلال اليومين الماضيين مُحدثة خسائر مباشرة وغير مباشرة بعدّة مليارات من الدولارات ونتج عنها وفاة 9 أشخاص وإصابة المئات، في أسوأ عاصفة ثلجية تضرب المنطقة الممتدة من الغرب الأوسط الأمريكي غرباً وصولاً لكندا في الشمال الشرقي وإمتداداً حتى جورجيا في الجنوب، وقاطعةً الطريق أمام ثلت قوة أمريكا من ناحية الإقتصاد وعدد السكان.
وبلغ أكبر تراكم للثلوج في ماساشوستس في الشمال الشرقي وبواقع 60 سم في ضواحي بوسطن وقرابة 45 سم في المدينة نفسها، وتراوح في نيويورك بين 10-30 سم وأقل من ذلك في بافالو (خلافاً للعادة) وتأثرت شيكاغو هي الأخرى بقوة مع تراكم كبير وصل إلى 20-30 سم في ضواحي مدينة "الرياح" والتي فاقت في بعض هباتها حاجز الـ80كم/ساعة مما ساهم في زيادة الوضع سوءاً من ناحية "الإحساس بالبرودة" الذي وصل إلى حدود -30 مئوية، في حين لامست الصغرى في مطار شيكاغو أوهير الدولي حاجز الـ-23 مئوية الأقل منذ عام 1999.
وتسببت العاصفة في إلغاء قرابة 2000 رحلة طيران محلي ودولي، بالإضافة إلى تأجيل 4000 رحلة أخرى، دون إحتساب الخسائر المادية الناجمة عن ذلك.
ويبدو أن العاصفة "أيون" كما سمتها بعض الجهات الأمريكية قد بدأت بالتكون حقاً قرب مينيابوليس "المدينة التوأم" كبرى مدن ولاية مينيسوتا حيث تراوح الحرارة مع ساعات فجر السبت مستوى الصفر المئوي، وذلك يعني أن العاصفة في قيد التطور، وستسبب في إنهيار حاد على الحرارة خلال يوم الأحد وتبلغ الذروة ليلة الإثنين/الثلاثاء مع -35 مئوية، ومحسوسة تقارب الـ-55 مئوية في سابقة الأولى من نوعها منذ الـ1994
لكن المميز في "ايون" ليس تراكمات الثلوج المُصاحبة لها في المدن الرئيسية فهي لن تتجاوز هيركوليس إلا في نواحي محدودة من أوهايو وبنسلفانيا حيث تلتقي البرودة مع الهطولات القوية، إلا أنها ستُصحب بدرجات حرارة قارسة البرودة مع رياح عاتية تزيد من الإحساس بالبرودة بشكل إضافي وحاد. حيث ستصل الحرارة في شيكاغو ثالث أكبر المدن الأمريكية إلى -30 مئوية مع ساعات فجر الثلاثاء القادم ولن تتجاوز حاجز الـ-25 مئوية كعُظمى بعد غد الإثنين، في حين سيتجاوز الإحساس بالبرودة هذه الارقام ليُلامس الـ-50 مئوية في سابقة من نوعها في المدينة المعروفة ببرودتها أصلاً.
وستمتد "أيون" في المنطقة بين السهول الغربية والشمالية حتى الشمال الشرقي الأمريكي لتزيد الأضرار التي تسببت بها العاصفة "هيركوليس" وتحمل معها سرعة رياح تتجاوز الـ100كم/ساعة ودرجات حرارة قياسية في برودتها قد تتجاوز تلك المُسجلة في يناير 1994 والتي بدورها هي الأبرد منذ عقدين من الزمن. وستصل الحرارة في أتلانتا-جورجيا جنوباً على سبيل المثال إلى -12 مئوية وهي بمثل خط عرض العاصمة اللبنانية بيروت مع تساقط متوسط الشدة للثلوج، في حين تُسجل -25 مئوية كُعظمى يومي الإثنين والثلاثاء في مدن كليفلاند وبيتسبرا وصولاً حتى نيويورك وبوسطن، وتبدو العاصمة واشنطن أكثر دفئاً قليلاً مع درجات تُقارب الـ-20 مئوية!
وقد تبلغ الأضرار الإقتصادية للعاصفتين "هيركوليس" و"أيون" أرقاماً مُشابهة للإعصار "ساندي" الذي كشّر عن أنيابه في وجه نيويورك في أواخر تشرين أول من العام 2012، والتي فاقت حينها حاجز الـ50 مليار دولار بحسب عدّة مصادر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق