من الصعوبة للوهلة الأولى تصديق فرضية، تفيد بأن المحيطات الأرضية أقدم من الشمس.
ولكن مع ذلك فإن القسم الأكبر من المياه الأرضية وفي
المنظومة الشمسية ككل، كان يسبح في البداية على شكل بلورات ثلجية صغيرة
جدا، بين الكواكب.
ويقول إلسيدور كليفز من جامعة ميشيغان، "الماء –
مكون مهم وأساسي تحتاج اليه كافة الكائنات الحية على سطح الأرض، لذلك فإن
معرفة مصدره، سيكشف لنا كيف ولدت الحياة في الكون".
عمليا ان
منظومتنا الشمسية تعوم في الماء، فقد اكتشف الماء على القمر والمريخ وعطارد
والمذنبات وأقمار الكواكب الضخمة مثل "أوروبا". تحتوي كافة المياه في
المنظومة الشمسية على نسبة معينة من الهيدروجين الثقيل "الديوتيريوم"، فيه
نيترون حر. كل مليون ذرو هيدروجين في الكون بينها 26 ذرة من الديوتيريوم
فقط، في حين هذا الرقم يرتفع في مياه المحيطات والكواكب الأخرى إلى ستة
أضعاف. كما أن الجليد الموجود بين الكواكب غني جدا بالديوتيريوم.
انطلاقا
من هذا يعتقد العلماء، أنه مصدر المياه في المنظومة الشمسية. وحسب كليفز
وفريقه العلمي، فإن نصف مياه المحيطات الأرضية، وجميع المياه المكتشفة في
المذنبات، هي من نفس المصدر. أي أن عمرها يعادل 4.5 مليار سنة.
ليس
الماء، الشيء الوحيد الذي وصل إلى الأرض من الفضاء، لأن المواد العضوية هي
الأخرى مصدرها الفضاء، حيث ساهمت في تكوين منظومتنا الشمسية، أي أنها جزء
من الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى. كل هذا يشير إلى أن العديد من الكواكب
تكونت من مكونات صالحة للحياة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق