الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

القمر تيتان يحتوي على وقود أكثر من كوكب الارض بمئات المرات

تصور انك تقف على حافة بحيرة، ليست على كوكب الارض، ولا يوجد حولها أي نباتات والحرارة انخفضت الى 179 درجة تحت الصفر، ولون السماء برتقالي مكفهر. انه تيتان احد توابع زحل. القمر تيتان "Titan" هو القمر الخامس عشر لكوكب زحل وهو أكبر الأقمار التابعة المعروفة. يوصف القمر تيتان أيضاً بأنه القمر الوحيد المعروف بين أقمار النظام الشمسي الذي يمتلك غلافاً جويا كثيفا والجسم الوحيد، عدا كوكب الأرض، الذي تم أكتشاف فيه دليل قاطع على وجود اجسام ثابتة وسط سطح سائل.
ويفترض العلماء ان تيتان شبيه بكوكب الارض، حيث تسقط الامطار وفيه الوديان والبحيرات والبحار، ولكن درجة الحرارة تعادل تقريبا 200 درجة مئوية تحت الصفر. المثير ان اغلب البحار والبحيرات الكبيرة تقع في مستطيل ابعاده 900 × 1800 كلم، وحسب رأي العلماء يعود السبب الى العمليات التكتونية التي تجري هناك. وكانت الخارطة التي وضعت استنادا الى الصور التي التقطها المسبار الامريكي "كاسيني – Cassini" ان البحيرة الكبيرة "اونتاريو" الواقعة في جنوب تيتان ذات سطح املس لا يتجاوز ارتفاع التضاريس 3 ملم. أما بحر "ليغي" بالقرب من قطبه الشمالي فهو املس جدا بحيث لا يتجاوز ارتفاع موجاته عن واحد مليمتر. ويقول الكسندر هايس من جامعة كورنيل الامريكية "نحن نعلم بوجود كثبان جميلة طولها مئات الامتار، وهذا يعني وجود الرياح".
يعادل طول السنة في القمر تيتان 30 سنة على كوكب الارض، لذلك فإن الصور التي التقطها المسبار كاسيني لا تتجاوز مدة شتاء طويل في شمال القمر، الذي سيتبعه ربيع شمالي قريبا. ويضيف: "تشير الحسابات الى ان ليغيي تحتوي على كمية كاربوهيدرات تعادل 40 مرة احتياطي الكرة الارضية من النفط، أما مجموع ما تحتويه بحيرات وبحار القمر فيعادل 300 مرة مما في الارض من وقود". وحسب المعطيات المتوفرة، فان حجم الوقود السائل في بحر ليغيي يعادل 9000 كيلومتر مكعب من الميثان السائل، ومع ذلك فهو يحتل المرتبة الثانية، لأن المرتبة الاولى يحتلها البحر كراكين الذي يبلغ حجم الاحتياطي فيه خمسة اضعاف مما في بحر ليغيي. ويقول الخبراء إنه لو نقلت هذه الاحتياطات الى الارض بصورة ما، لن يكفي اكسجين الارض لحرقها. أما ليندا سبينكيرو من المجموعة المشرفة على مشروع كاسيني، فتقول "خلال السنوات المقبلة ستحصل تقلبات جوية مهمة، حيث سيحل الصيف وتظهر الشمس عالية في السماء، ولكن ليس بمقدور احد التكهن بما سيحصل، هل ستتبخر البحيرات؟ وهل ستشتد الرياح، وتحصل العواصف".
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق