الخميس، 12 ديسمبر 2013

اكتشاف أحواض مياه عذبة ضخمة تحت المحيطات


كشف علماء أنّ نحو نصف مليون كيلومتر مـُكعب من المياه المنخفضة الملوحة مدفونة تحت قاع المحيطات حول العالم، مما يُعتقد أنه قد يوفر فرصا جديدة لحل أزمة نقص المياه في العالم. وتم رصد هذه الأحواض من المياه العـَذبة التي يمكن أن تدعم تزويد المدن الساحلية بالمياه، قبالة سواحل أستراليا والصين وأميركا الشمالية وأفريقيا الجـَنوبية. ويقول قائد مـُؤلفي الدراسة فينيسنت بوست والتي نشرت قبل أيام في مجلة "نايتشر" العلمية، إن كمية المياه التي تم اكتشافها تفوق مئات المرات كمية المياه التي تم استخراجها من جوف الأرض في القرن الماضي منذ العام 1900. ويضيف بوست الذي يعمل في المركز الطبيعي لأبحاث المياه الجوفية والتدريب، وفي مدرسة البيئة بجامعة فليندرز، "إن معرفة وُجود هذه الأحواض المائية تعد أخبارا عظيمة لأن بإمكان هذه الكمية من المياه أن تمد بعض المناطق لعقود". وأشار إلى أن العلماء عرفوا بوجود مياه جوفية عذبة تحت قاع البحر، لكنهم اعتقدوا أنها توجد فقط في ظل ظروف نادرة وخاصة، مضيفا أن البحث كشف أن وجود طبقات المياه الجوفية العذبة والمالحة تحت قاع البحر هو في الواقع ظاهرة مشتركة. وأوضح بوست أنّ هذه الأحواض المائية تشكلت على مدى مئات آلاف السنين عندما كان مُعدل منسوب البحار أخفض بكثير مما هو عليه حاليا، وعند هطول الأمطار كانت المياه تتسلل إلى باطن الأرض وتملأ الآبار الجوفية في مناطق أصبحت الآن تحت قاع البحر في جميع أنحاء العالم. وأضاف أنه عندما بدأ مَنسوب مياه البحر بالارتفاع نتيجة ذوبان القمم الجليدية قبل نحو عشرين ألف سنة، أصبحت تلك المـَناطق مغطاة بالمُحيط، وكانت طبقات المياه الجوفية -وبعضها ما زال- محمية من اختلاطها بمياه البحر بفضل طبقات من الطين والرواسب التي نشأت فوقها. وعن كيفية استخراج تلك المياه أشار بوست إلى طريقتين هما بناء مـَنصة فوق سطح البحر تحفر في القاع، أو الحفر من اليابسة أو الجـُزر القريبة حتى الوصول إلى طبقات المياه الجوفية. وقال إن الماء العذب تـَحت قاع البحر أقل ملوحة بكثير من مياه البحر، مما يعني أن تـَحويله إلى مياه شرب سـَيكون أقل تكلفة بكثير من عمليات تحلية مياه البحر، كما سيخفض هذا بكثير من معدل ارتفاع مستوى ملوحة البحار نتيجة عـَمليات التحلية.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق