نشرت وكالة ناسا الفضائية الأمريكية الأسبوع الماضي النتائج النهائية لبعثتها "Lunar Laser Communication Demonstration " التي استمرت 30 يوما. وتم في إطارها تجربة منظومة الليزر للاتصالات التي تم تجهيز مسبار "Lunar Atmosphere and Dust Environment Explorer" بها، وهو حاليا على مدار القمر. وأفادت ناسا بأن منظومة الليزر اشتغلت بشكل مستقر وجيد على بعد 380 ألف كيلومتر، وذلك ما لايمكن تنفيذه باستخدام الأنظمة المعتمدة على موجات الراديو. وأظهرت منظومة (إيل إيل سي دي) سرعة قياسية حتى اليوم لنقل المعلومات. فمثلا تم نقلها يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 إلى الأرض بسرعة 622 ميغا بيت في الثانية بينما بلغت سرعة القناة الخلفية 20 ميغا بيت في الثانية. ويشير العلماء إلى وجود أفضليات واضحة لاستخدام الليزر بدلا من موجات الراديو لنقل المعلومات في الفضاء. أولها القدرة العالية لإرسال كمية كبيرة من المعلومات. وثانيها أن أشعة الليزر ضيقة جدا ما يؤدي إلى انخفاض كمية الطاقة الضرورية لاستخدامها، علما بأن تخفيض كمية الطاقة اللازمة لإرسال المعلومات مازال يسبب الصداع للمهندسين مصممي الأجهزة الفضائية. وأظهرت نتائج بعثة ناسا أن الليزر يضمن اتصالا ثابتا مع الأرض حتى في ظروف انخفاض القمر الشديد فوق الأفق، حين تعبر أشعة الليزر أطول مسافة ممكنة في جو الأرض، كما لم تؤثر السحب على نوعية الاتصال. وبفضل استخدام هذه المنظومة تم نقل كل المعلومات التي جمعها المسبار خلال فترة وجوده على المدار بسرعة كبيرة لا سابقة لها. ومثلا نُقل غيغابايت من المعلومات خلال أقل من 5 دقائق وذلك في ظروف وجود اتصال غير ثابت بين كومبيوتر المسبار ووحدة إدارة منظومة (إيل إيل سي دي). وفي حال استخدام موجات الراديو يتطلب نقل نفس الحجم من المعلومات عدة أيام. وتشعل النهاية الناجحة لبعثة (إيل إيل سي دي) الضوء أخضر للبعثة المقبلة التي أطلق عليها اسم "Laser Communication Relay Demonstration" (إيل أر سي دي). وسيزود مسبارها بمنظومة الليزر القادرة على نقل المعلومات بسرعة 2،88 غيغا بيت في الثانية. وسيتم إطلاق مسبار (إيل أر سي دي) إلى الفضاء عام 2017.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق