انتشرت أخبار الكويكب DA1950 - السنة التي اكتشف فيها -
في الآونة الأخيرة في صحف عالمية كبرى، أخبرت عن امكانية اصطدامه بالأرض في
عام 2880، مسببا فناء البشرية جمعاء.
كانت البداية أن فريقا من العلماء قام بفحص مدى السرعة التي
يسير بها الكويكب المذكور في الفضاء، ووجدوا أنه يدور حول نفسه بسرعة في
مدار واسع يجعله بعيدا عن كوكب الأرض.
ومع أن مدار الكويكب لا يجعله
قريبا بما فيه الكفاية للاصطدام بكوكب الأرض، إلا أن هناك قوى تؤثر على
الكويكبات مع مرور الوقت، وتجعلها من الممكن أن تغير مداراتها. واحدة من
هذه القوى تسمى تأثير YORP، وهي قوة ضعيفة تنشأ بسبب الطريقة التي يدور بها
الكويكب حول نفسه مشعا قدرا من الحرارة، حينها تنبعث منه الفوتونات تحت
الحمراء الدافئة التي تزداد حرارتها مع مرور السنين حتى تصبح مثل القوة
الدافعة الموجهة للصاروخ، القادرة على توجيه الكويكب بشكل لا يصدق على مدى
سنوات عديدة، وبهذا يمكن للكويكب تغيير طريقة دورانه فضلا عن شكل مداره.
كان
هذا الكويكب على وجه الخصوص قد أثار اهتمام العلماء لما سجلوا عنه من
ملاحظات ترجع إلى عدة عقود سابقة، وأيضا لما سجلته عنه أجهزة الرصد الفضائي
في عام 2001، وهذه الملاحظات وفرت قياسات دقيقة للغاية سمحت بتحديد مدار
الكويكب في المستقبل.
وظل السؤال يطرح نفسه على العلماء بقوة، هل يمكن أن يؤثر الكويكب على الأرض؟ وكانت الإجابة نعم، بشكل ما.
ولذلك
قام فريق العلماء في العام الماضي بدراسة المؤثرات على الكويكب، بما في
ذلك تأثير YORP، وجاذبية الكواكب والكويكبات الأخرى، وغيرها، ووجد الباحثون
أن احتمال اصطدام الكويكب بالأرض في عام 2880 حوالي 2.48 X10-4، التي تعني
نسبة 1 إلى 4000، وهو احتمال صغير حقا.
ما يجعل عناوين الأخبار التي هددت بفناء كوكب الأرض أمرا مبالغ فيه جدا، يعود الى اللهاث وراء التخويف، من أجل إثارة الفضول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق