الجمعة، 6 ديسمبر 2013

العثور على ثقب أسود مزدوج في مركز إحدى المجرات

كشف الفلكيون في وكالة الفضاء الامريكية عن اول ثقب اسود عملاق ثنائي اي عبارة عن ثقبين اسودين من النوع الضخم يدوران حول مركز جذبي مشترك بينهما، اي مثل دوران القمر والارض حول مركز جذبي بينهما، وذلك في مركز احدى المجرات البعيدة في الكون.
الاكتشاف تم من خلال الارصاد الفلكية التي اجريت بواسطة تلسكوب الفضاء المخصص لرصد السماء بالاعتماد على الاشعة تحت الحمراء "وايز" WISE وهو اختصار للاسم NASA's Wide-field Infrared Survey Explorer حيث من المقرر نشر نتائج هذا الاكتشاف من خلال ورقة علمية في مجلة "الفيزياء الفلكية" Astrophysical Journal في عددها الصادر اخيرا في العاشر من شهر ديسمبر الحالي ان شاء الله.
في البداية رصد الفلكيون من خلال مرصدي "جيميني" الجنوبي في تشيلي Gemini South telescope in Chile و "سلسلة التلسكوبات الاسترالية" Australian Telescope Compact Array وجود ميزات غير طبيعية في المجرة وهي تيار غازي نفاث متكتل lumpy jet يعتقد انه عبارة عن وجود ثقب اسود عملاق يؤدي الى حدوث هذه الغازات النفاثة المتكتلة والمعقدة الشكل.
لكن في عام 2011 الماضي مسح تلسكوب الفضاء "وايز" السماء بالاشعة تحت الحمراء مرتين، وتبين ان هذا التيار الغازي النفاث ناتج على الاغلب من وجود ثقب اسود عملاق آخر بجانبه يؤدي بجاذبيته الهائلة الى حدوث هذه الاشكال المعقدة في التيار النفاث، وذلك بعد ان اجرى العلماء تحليلا دقيقا لملايين الصور التي اظهرت معظم الثقوب السوداء العملاقة في السماء، وخاصة الثقوب السوداء التي تحمل الرموز J233237.05 و 505643.5.
يقول "بيتر ايزنهاردت" Peter Eisenhardt مدير مشروع تلسكوب "وايز" وهو ايضا مشارك في الدراسة قال انهم اعتقدوا في البداية انهم شاهدوا عملية ولادة احد النجوم في المجرة، لكن بعد الرصد من خلال تلسكوب "وايز" تم التوصل الى انها عبارة عن موت احد الثقوب السوداء العملاقة التي تندمج مع ثقب اسود عملاق آخر بجانبها.
ان معظم مراكز المجرات تتكون من ثقب اسود عملاق واحد على الاقل كتلته تصل الى اكثر من كتلة ملايين النجوم، واصبحت ضخمة وعملاقة بسبب ابتلاعها للنجوم والمادة بين النجوم خلال بلايين السنين، وعندما يقترب ثقبان اسودان عملاقان من بعضهما البعض فانهما يتخذان مدارا حول مركز جذبي مشترك بينهما مثل "النجوم الثنائية" Binary Stars وهي حالة شائعة بين النجوم في المجرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق