المحيط الهادئ: النينو ما زال الاحتمال الاكبر الموسم القادم

انخفضت درجات الحرارة في المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ خلال شهر يوليو وخاصة المنطقة الوسطى والشرقية لتصبح مرحلة التعادل هي المؤثر على المحيط الهادئ، وبالرغم من ذلك ما زالت التوقعات تشير الى احتمالية كبيرة لتطور النينو الموسم القادم حيث تظهر صور الاقمار الاصطناعية استمرار دفء المنطقة الغربية كذلك وتذبذب كبير للمنطقة الاقصى الشرقية منها.

ويلاحظ استمرار تواجد وتكدس المياه الباردة قرب سواحل استراليا والجزر الاندونيسية، مما يعمل ذلك على احتمالية كبيرة لاضعاف الرياح التجارية المسؤولة عن تبريد المنطقة الاستوائية للمحيط الهادئ وذلك عن طريق اضعاف منطقة الضغط المنخفض المتواجدة هناك.

ولوحظ ايضا عبر سفن " TAO" ضعف ملموس في الرياح التجارية في الجزء الغربي من المحيط الهادئ كذلك لوحظ ان هناك تيارات غربية معاكسة تهب في ذلك الجزء وهو ما يعلل استمرار دفء المياه الملموس في المنطقة الغربية من النينو ( 4.0) طوال الصيف والذي يتوقع ان يستمر فصل الخريف وبداية فصل الشتاء على الاقل.

ويتواحد شمال خط الاستواء في الجزء الشرقي من المحيط الهادئ تكدس كبير جدا للمياه الدافئة، والتي لوحظ انها تمتد للجنوب، وينتج ذلك على حسب خرائط " TAO" من ضعف الرياح الجنوبية الشرقية التجارية بشكل ملموس جنوبا بالتزامن مع نشاط الرياح التجارية الشمالية الشرقية شمالا، حيث لا تستطيع ان تنقل المياه الباردة الموجودة جنوب الهادئ نحو الشمال بالسرعة المطلوبة بالتزامن مع تدفق الرياح التجارية الشمالية الشرقية التي تدفع المياه الدافئة جنوبا والتي تعمل على تزاحمها.

 

ضعف في الرياح التجارية يظهر بوضوح في الخريطة بالاسفل 

وتضطرب المنطقة الاقصى شرقية من المحيط الهادئ من حيث درجات الحرارة، وهو المسؤول بشكل كبير عن اضطراب حركة الغلاف الجوي قليلا هذا الصيف وظهور العواصف في اجزاء من القارة الاوروبية كذلك تطور الاعاصير، فمثلا كانت درجة الحرارة في تلك المنطقة"1+2" تساوي 2.1+ في 18-يونير على حسب ارشيف" NOAA" وهي اعلى قيمة تسجلها منذ نينو 1997، ولكنها انخفضت بشكل هائل خلال شهر يوليو الى نصف درجة مئوية تقريبا اعلى من المعدل، ثم عاودت الارتفاع خلال شهر اغسطس الحالي، ويلاحظ عبر الاقمار الاصطناعية تطور احواض باردة جدا بالقرب من احواض دافئة في تلك المنطقة الصغيرة.

تطرف كيف في درجات الحرارة في المنطقة الاقصى الشرقية (1+2) 

وما زالت تشير أغلب النماذج الاحصائية كذلك الديناميكية الى تطور حالة من النينو الضعيفة وباحتمال يزيد عن 75% خلال فترة الخريف وبداية الشتاء على الاقل، ويظهر النموذج الاوروبي ECMWF على سبيل المثال فرصة لتطور حالة من النينو متوسطة القوة قد ترتفع معدل حرارتها عن 1.5 خلال فترة الخريف وبداية الشتاء.

وتعمل النينو بشكل غير مباشر في التسبب بمواسم اكثر رطوبة وامطار وبرودة ايضا في مناطق المشرق العربي والجزيرة العربية، لكن ذلك ايضا يعتمد على عدة عوامل مهمة  اخرى ترتبط معها. 

وتسبب النينو تغيرات في حركة الغلاف الجوي بدءا من المنطقة الاستوائية فوق المحيط الهادئ والتي تنقل التغيرات الى باقي الانظمة الجوية والقوالب الجوية الكبيرة تدريجيا والتي تعكس بشكل كبير تركيبة الانظومة الجوية في الغلاف الجوي ثم ينعكس ذلك على الظواهر الجوية في مختلف مناطق العالم.

اغلب النماذج العددية تظهر الاحتمالية الاكبر لتطول ظاهرة النينو