في الوقت الذي مرّت به المنطقة الشرقية من البحر الأبيض المتوسط بفترة من الانحباس المطري خلال هذا الشتاء، مرّ على بريطانيا موسم الأمطار الأقوى منذ بداية السجلّات المناخيّة أي منذ نحو 250 عاماً.
الوضع لم يختلف كثيراً هذا الأيام حيثُ عاشت الجزر البريطانية في قلب العاصفة مُجدداً، ممّا أدى إلى تشكُل الفيضانات في أجزاء واسعة من جنوب البلاد، و ذلك يشمل المناطق المُجاورة لنهر التايمز المارّ في العاصمة لندن.
البلاد البريطانية تبدو و كأنها غرقت تماماً تحت المياه في الوقت الذي تبحث فيه الأرصاد البريطانيّة مدى تأثير ظاهرة التغيُر المناخي في تكرار هذا الأمر لمرّات عديدة هذا الموسم.
و تُظهر الأرقام الرسميّة المُستلمة من مكتب دائرة الأرصاد الجويّة البريطانيّة أن هذا الشتاء حمل في طيّاته الأمطار الأكثر في انكلترا وويلز خلال السنوات الـ248 الماضية،حيثُ شهدت شهر يناير وحده هُطول 200 ملم فوق المُعدل الطبيعي في أجزاء واسعة.
و قد تسببت الأجواء العاصفة التي تجتاح البلاد في إلغاء رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لرحلته المُقررة إلى فلسطين و الأراضي المُحتلّة، و ذلك نظراً للصعوبات التي تشهدها بلاده من فيضانات في مناطق واسعة.
كُرة القدم البريطانية لم تسلم أيضاً من الأحوال الجويّة،حيثُ تم تأجيل عدد من المباريات و على رأسها مُباراة مانشستر سيتي و سندرلاند.
و ذكرت وكالة رويترز للأنباء وقالت الشرطة إن رجلا في السبعينات من العمر لقي حتفه صعقاً بالكهرباء على ما يبدو بعدما أسقطت شجرة خطوطا للكهرباء في ويلتشير. وذكرت رابطة شبكات الطاقة التي تمثل شركات الكهرباء أن التيار الكهربائي انقطع عن 130 الف عميل في وقت متأخر يوم الاربعاء.
كما ذكرت خدمات الطوارئ إنها أنقذت اكثر من 850 شخصا في منازلهم على طول نهر التايمز في منطقة ساري منذ يوم الاحد بعد ارتفاع منسوب مياه النهر إلى أعلى مستوى خلال أكثر من 60 عاما.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق